ماهي اسباب تراجع الامه وعلاج كشف الغمه

عندما كنا صغار درسنا التربية الإسلامية فوجدنا أن الإسلام يعلمنا المبادئ والقيم...الكذب حرام والحق يفتدى بالدم...حدثنا الإسلام عن الإخلاص..الصدق والأمانة....علمنا الإسلام الصداقة التي لا تجتمع مع الخيانة... علمنا الطاعة وعلمنا القناعة....علمنا الإسلام الشرف والدفاع عن الحق والشجاعة..علمنا طلب العلم الشرعي والدنيوي والسعي للإصلاح في الأرض علمنا الفضيلة ونبذ الرذيلة..
علمنا أن الكلمة الطيبة تؤتي الثمار والكلمة الخبيثة ما لها من قرار..علمنا الصدقة وإطعام السائل والمحروم وعلمنا أن الربا حرام وأن الراشي والمرتشي ملعون.....علمنا الإسلام مبادئ رسخت في الرأس...واليوم كبرنا ومرت أعوام وخرجنا إلى المجتمع...بحثنا عن القيم والمبادئ في أرض هذا الزمان فلم نجد إلا أوهام وإن وجدت فلن ترها إلا في القصص والأفلام...وجدنا مبادئ غريبة لم نرها في الإسلام : ارتفع اليوم في المجتمع معدل الجريمة نتيجة إدمان الخمور والمخدرات .. انتشر التفاخر... إذ لم يعد بين الناس قلب طاهر..أغلب الناس أصبت تعيش بالمظاهر..هذا يشتري لإبنه محمول ثمنه يفوق راتبه ولا بأس ان يقضي بقية الشهر في التداين ...الزوجة تريد تحديث أثاث المنزل وتجديد السيارة لتغيض بها الصديقة والجارة وليس مهما أن يعيش الزوج في الديون أو ينهب أو يسرق....بل إن التفاخر فاق هذا المستوى وصار التفاخر حتى في المعاصي...هذا لا يصوم رمضان وتراه يدخن في الطريق العام دون استحياء بل وبتفاخر..والآخر يبدأ يومه مع الآذان فرمضان جعلوه موسم قمار وموسم مسلسلات لا موسم قرآن وصدقات..وآخر يتفاخر أمام أصحابه بالزنا والمعاصي وعدد الفتيات ... نمر "لمبدأ" التكبر...هو مبدأ أولئك الذين آتاهم الله مالا فبدل أن يشكر ويتفكر تجده يكفر ويتجبر...وسخّر ما آتاه الله في الفساد ويطغى في البلاد ويستعبد العباد...فتن بالمال فأبعده عن العبادة..أنساه الله وجعله يعبد المادّة...لهذا تجده دائما عن الحق يميل يظلم العباد ويحتقر الفقير...فالتكبر انتشر في جسده كالمرض ونسي ان الله قادر أن يخسف به الارض... من التكبر نمر إلى الرشوة..المعاملات أصبحت علاقات...والخدمات لا تمر قبل أن تدفع دينارات أو ريالات...كم من مجرم لا يدخل السجن بالرشوة...كم من بريء تلفق له جرائم بالرشوة...كم من مراكز حساسة يشغلها الجهلاء بالواسطة والرشوة وكم من مجتهد أقصي منها لانه لا يملك واسطة أو رفض دفع الرشوة..فدفنت الكفاءات..وهاجرت العقول... حتى الإقتصاد لم يسلم من الفساد ربطناه باقتصاد الغرب المبني على الربا الذي يسمونه أرباح...فوقعنا في التبعية التي ظهرت سلبياتها مع الأزمة الاقتصادية...فنحن لا نملك الإنتاج ولا نملك أيّة صلاحية حتى الشركات أغلبها أجنبيّة...وبالمثال يتّضح المقال فقد توقع خبراء الإقتصاد أنه في حالة ركود الإقتصاد الأمريكي سوف تقوم الشركات الأمريكية العملاقة بسحب استثماراتها في الدول النامية، لتعويض خسائرها في الولايات المتحدة، الأمر الذي سيؤثر في اقتصاديات هذه الدول... واقع مرير تعيشه الأمة استغله النصارى والعلمانيين...الملاحدة واليبراليين لتمرير أفكارهم للشباب مستغلين هذا الضعف فكل منهم يدعوا إلى مذهبه محاولين الفصل بين المسلمين والإسلام.. الكابوس "الأزلي" لمخططاتهم..فرغم اختلاف اتجاهاتهم إلا انهم اجتمعوا على شعار واحد وهو ان "الإسلام هو سبب ضعف الأمة" صدقوا رغم كذبهم فعلا الإسلام سبب تراجع الأمة...كلمة حق ارادوا بها باطل فما نحن فيه الآن ليس إلا ثمرة ابتعادنا عن تطبيق مبادئ الإسلام... ربما يقول القائل أن الإسلام جاءنا بمبادئ نظرية صعبة التطبيق لا يمكن أن تجتمع في زمان أو مكان..ولكن التاريخ يقول العكس فقد درسنا ودرس العالم ما كانت عليه أمة الإسلام من حسن المعاملة وكرم الأخلاق والسعي في العلم والمعرفة والتطور مع التمسك بالدين والثبات فتسيدت العالم في جل المجالات..هذا ما تقوله كتب السيرة وكتب التاريخ... كما أن الإسلام لم يكن فقط سببا في التقدم الذي عاشه المسلمون بل كان سببا في التقدم العلمي الذي يعيشه اليوم الغربيون ..فالتاريخ سجل لنا كيف برز النهضويين الأروبيين بداية من القرن الحادي عشر وكيف اخذو من الفكر العربي والإسلامي وقد ازداد إعجابهم الشديد بالحضارة العربية الإسلاميّة مع "الإمبراطور "فردريك" الثاني الذي اعتلى عرش إيطاليا وتأثر كثيرا بعلماء المسلمين ومفكريهم إلى أن أسس جامعة نابولي التي درّست فلسفة بن رشد وفلسفة أرسطو المنقولة بأقلام المترجمين المسلمين وكانت تعتمد على الدروس التي وضعها علماء من المسلمين مثل : "ابن سينا ، والرازي ، والفارابي" وغيرهم...ثم برزت جامعة "ساليرنو" فأصبحتا النافذتين اللتين انتقلت منهما النهضة الفكرية إلى جامعات "باريس" و"بولونيا" و"اكسفورد" ثمّ منها إلى جميع أنحاء أوربا . ثمّ اتسع احتكاك الأوروبيين الثقافي بالمسلمين في الأندلس ، وفي القاهرة ، ودمشق ، وبغداد ، وسائر العواصم الإسلامية ، والمدن الكبرى في العالم الإسلامي ، عن طريق التجارات ، والرحلات ، والسفارات..فكان كل ذلك موقظاً لأوروبا من سباتها العميق التي كانت فيه." ولكن هذه النهضة الأروبية لم تكن إلا نهضة علمية معرفية تكنولوجية قابلها تخلف أخلاقي..فقد أخذوا بأسباب التقدم العلمي والمعرفي الذي جاء به الإسلام ولكن لم يأخذوا بأسباب الرقي بقيمة الإنسان ألا وهو الدين السليم...ومع بداية الإستعمار الأروبي لبلاد المسلمين بدأ الصدام الكبير بين الإسلام والغرب ليس رفضا للعلم بل رفضا للفكر الفاسد الذي صدّروه إلينا...فهذا الإحتلال الأروبي جاء لنهب الثروات وتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية فسرقوا الغاز والبترول وسرقوا الذهب والماس وسرقوا العاج والأورانيوم تحت قمع الإستعمار ولم يجدوا إلا الإسلام مدافعا مقاوما لجشعهم وطمعهم ثم أرادوا أن يجعلوا من الأمة ملكيّة لعملاء الصهيونية فألبسوهم قناع السلام ونسوا أن الإسلام يرفض الإستسلام ...ثم تطور الإستعمار التقليدي وأصبح استعمارا فكريا موجه دائما نحو الإسلام باعتباره العثرة التي تحيل دوما بينهم وبين مصالحهم...فقد تعلموا أن الأسلحة التقليدية لم تعد تجدي فاكتشفوا سلاحا جديدا لمحاربته...إنها الحرب النفسيّة. يُتبع إن شاء الله (( فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ))..الأنعام

ليست هناك تعليقات

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

يتم التشغيل بواسطة Blogger.