عمر بن الخطاب أول حاكم أرسى مبدأ «عيش- حرية- عدالة اجتماعية» "التجربة العُمرية"

هناك أسماء أبداً لن ينساها التاريخ.. وتظل سيرتها محفورة فى تاريخ الأمم بحروف من لؤلؤ.. وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب واحد من هذه الأسماء التى تظل تجربته وسيرته قبلة للباحثين عن نموذج للحاكم العادل الحازم المتواضع الأمين.. ولأهمية هذه"التجربة العمرية" يتحدث الداعية مصطفى حسنى للإعلامى د. عمرو الليثى عن تفاصيل حياته وحكمه ومايمكن أن يستفيد منها أى حاكم يريد أن تكون الجنة هى المأوى.


يقول الحكماء: إن من ليس له تاريخ يَرْتَبِكْ فى فهم واقعه ولا يكون له رؤية فى فهم المستقبل.. ونحن والحمد لله ربنا سبحانه وتعالى أعطى لنا تاريخاً غالىاً جداً فى أمتنا، وعندما لا نقرأ هذا التاريخ تحدث أحداث وهى تكون مكررة فى التاريخ، وبإذن الله يمكن أن نقف بجوار بعضنا البعض لحل وفهم هذا الواقع إذا كان لدينا علم بهذا التاريخ، ولذلك فالرؤية التى أريد أن أطرحها فى التجربة العمرية لأننا محتاجون لفهمها وتطبيقها والاستفادة منها فى الفترة القادمة بإذن الله.

وعندما يكون الإنسان لديه فقه للماضى يمكن أن يضع رؤية، والعالم بأكمله الآن يتحرك بفكرة التخطيط وهذا التخطيط لابد أن يعتمد على خبرة، ولابد من نقل رؤية التجربة العمرية لأنها أقوى تجربة بدأت بها نهضة أمة الإسلام.

وفى قوله تعالى: "لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب، ما كان حديثاً يفترى، ولكن تصديق الذى بين يديه، وتفصيل كل شىء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون".صدق الله العظيم.

وسيدنا عمر بن الخطاب هو الرمز الأكبرلتحقيق العدل والعدالة الاجتماعية فى تاريخنا والتى قامت عليه ثورة 25 يناير.. وهو أول من أرسى شعار:"عيش- حرية- عدالة اجتماعية".

كما كانت لديه القدرة أيضاً على بناء وطن بل أمة بأكملها لتصنع جيلاً ونسميه "جيل التمكين".. ونحن فى حياتنا نعانى من المشاكل التى يكون سببها هو الفهم.

وعندما أتكلم عن شخصية سيدنا عمر بن الخطاب.. أذكر أنه قاد أصعب مرحلة إنتقالية.. وباستلام عمر بن الخطاب للتركة وهى من بعد وفاة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد ارتد عشرات الآلاف من المسلمين من قبائل حديثى العهد بالإسلام.

ولابد للعالم بأكمله أن يمشى على خُطى سيدنا عمر بن الخطاب.. فهو بدأ من تحت خط الصفر وعمل كراع للغنم وكان فقيراً للغاية ثم بدأ بعد ذلك فى التجارة.

والذى جسد شخصية سيدنا عمر ابن الخطاب"الحازمة"والده الشديد، والذى ضبط سيدنا عمر ما بين الحزم الذى يمكن أن يصل من حد العنف، للرقة فهو كان:"لديه قوة فى غيرعنف، ولين فى غير ضعف".

وهذه من أكبر صفات سيدنا عمر بن الخطاب"القوة، الضعف".

وسيدنا عمر بن الخطاب كان من الشخصيات التى شغلت ذهن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ومن كثرة حب سيدنا محمد لسيدنا عمر، كان ينشغل به حتى فى أحلامه، وأذكر ثلاثة أحلام لسيدنا محمد من أحلامه بسيدنا عمر، "الحلم الأول":يذكر فى حديث البخارى ومسلم من حديث لأبى هريرة يقول: "أمس دخلت الجنة، قال فوجدت قصراً كبيراً، وعليه جاريةً تتوضأ، فقلت لمن هذا القصر، فقالوا لعمر، قال فهممت أن أدخل، قال فلما ذكرت غيرتك هممت بالإنصراف، فبكى سيدنا عمر ابن الخطاب، وقال يا رسول الله أَمِنْكَ أغار".

والحلم الثانى، والحديث أيضاً فى البخارى ومسلم:"أن سيدنا محمد قد حلم أنه يشرب لبناً، قال حتى رأيت الرية يخرج من بين أظفارى، فسأله النبى:"فما أولته"فبماذا فسرت الرى واللبن، فقال:أولته العلم، قال ثم أعطيت الإناء لعمر بن الخطاب.

أما الحلم الثالث، والحديث فى البخارى ومسلم من حديث أبى سعيد الخُضرى:"يقول سيدنا محمد عليه الصلاة السلام، عُرضت علىَّ أُمتى وعليها قُمص، أى"جلباب"، قال ورأيت عمر يُجرر قميصه، قالوا:فما أولتها يا رسول الله، فقال: أولتها الدين.

قال عبد الله بن مسعود وهو من أحد كبار فقهاء الصحابة:"أعلمنا بالله عمر، وأفقهنا فى كتاب الله عمر".

المعروف أن رؤية الأنبياءحق، ولذلك كان دائماً الصحابة وعلى رأسهم مدينة العلم سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول:"ما أحب أن ألقى الله بعمل، إلا مثل عمل عمر".

كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول:"لو كان نبى بعدى فى أُمتى، فإنه عمر".

ومن كلام النبى عليه الصلاة والسلام:"إن الله جعل الحق على لسان وقلب عمر".

ومن مميزات سيدنا عمر بن الخطاب أنه كانت لديه فراسة، وهذه الفراسة تُعطى للإنسان الذى يبحث عن الحق بصدق.

ويقول الله سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم:"الذين جاهدوا فينا، لنهدينهم سُبلنا".

وسيدنا عمر بن الخطاب كان عندما تراوده فكرة ما ينزل القرآن الكريم بنص كلامه.

وذات مرة اتفقت زوجات النبى عليه الصلاة والسلام على خصام سيدنا محمد، فقال لهم سيدنا عمر"لا تفعلوا هذا مع سيدنا النبى، عسى ربه إن طلقكن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات"، فنزلت فى القرآن بنفس النص"فى سورة التحريم".

> كيف تولى عمر بن الخطاب الخلافة.. وهل هو خليفة أم أمير للمؤمنين؟

**كانت خلافة سيدنا أبو بكر الصديق سنتين وبضعة أشهر.. وكان مقامه عند أهل السُنة أعلى من مقام سيدنا عمر.. ولكن لم ينل سيدنا أبو بكر الصديق مكانة مثل مكانة سيدنا عمر بن الخطاب.

وسيدنا أبو بكر الصديق كان خليفة وسيدنا عمر بن الخطاب أميراً للمؤمنين.

وكان لسيدنا أبو بكر الصديق كلمة قالها لسيدنا عمر بن الخطاب، وذلك كان فى خطاب رسمى.. قال فيها:"اعلم يا عمر أن لله عملاً بالنهار، لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأعلم أن الله لن يقبل منك نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق فى دار الدنيا".

ثم تولى سيدنا عمر بن الخطاب الخلافة بعد هذا الخطاب الرسمى مباشرة.

ثم بعد ذلك كان عند دخول أى شخص عليه يقولون له:"يا خليفة خليفة رسول الله"

فكان هذا اللقب ليس سهلاً على سمع سيدنا عمر بن الخطاب، فسأل الناس:لماذا تنادوننى بهذا اللقب، فقالوا له:نحن لا نعلم إلا خليفة رسول الله، وهو سيدنا أبو بكر الصديق.. فقال لهم انتقوا اسماً آخر.. وفى أثناء فترة حكم سيدنا عمر بن الخطاب بعث برسالة لأهل العراق يقول لهم فيها ابعثوا لى بشخصين يحكون لى عن عيشة أهل العراق كى يطمئن قلبى عليهم.

فإذا باثنين يدخلان على سيدنا عمر بن الخطاب ويقولان له:"السلام عليكم يا أمير المؤمنين"، فنظر إليهما سيدنا عمر وقال:"نعم هى".. وكان يقف بجواره سيدنا معاذ بن جبل وقال:نعم أنت أمير المؤمنين، فنحن المؤمنون وأنت أميرنا.

وبدأت من هذا عند الموقف فكرة لقب أمير المؤمنين..

> ما أول قرار اتخذه سيدنا عمر بن الخطاب من بعد ما تولى وأصبح أمير المؤمنين؟

>> هو أن يطمئن الناس، وكان المعروف عن سيدنا عمر الحزم لأبعد الحدود فى تطبيق الدين والذى قاد به الأمة للسعة وقبول الآخر وبناء النهضة.. وليس للتطرف والرجعية التعصب والتخلف.

قال صلى الله عليه وسلم:"من اقتطع حق امرئ مسلم، حرم الله عليه الجنة

هناك تعليق واحد:

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

يتم التشغيل بواسطة Blogger.