مقدمة مرافعة الأستاذ منتصر الزيات المحامي في قضية احتجاز ضابط وتعذيبه في اعتصام رابعة العدوية 

مقدمة مرافعة الأستاذ منتصر الزيات المحامي في قضية احتجاز ضابط وتعذيبه في اعتصام رابعة العدوية 


مقدمة:
سيدى الرئيس 
كان لدينا نقيب للمحامين عظيم هو المرحوم أحمد الخواجة كان له قول مأثور:
بغير الإنسان الحر وقضاء مستقل وبغير محاماة تنتصر للمظلوم أمام ذلك القاضى المستقل لن يسلم حالنا أبدا .
و أتذكر فى بدء مرافعتى صرخة المحامى الفرنسى برييه وهو يصرخ فى وجه محكمة الثورة الفرنسية :
إننى اتقدم إليكم بالحقيقة و برأسى ، تصرفوا فى إحداهما بعد إن تستمعوا للأخرى .
و لما كانت الحرية الحقيقية منحة من الخالق يولد عليها الناس ومسئولية الدولة حماية هذه الحرية. أذكركم سيدى الرئيس بما قررته أحكام محكمة النقض :
الدفاع الجوهري هو الذي يترتب عليه ـ لو صح ـ تغيير وجه الرأي في الدعوى فتلتزم المحكمة أن تحققه بلوغاً إلى غاية الأمر فيه دون تعلق ذلك على ما يبديه المتهم تأييداً لدفاعه ، أو ترد عليه بأسباب سائغة تؤدي إلى إطراحه. 
(نقض 21/1/1972 مجموعة القواعد القانونية س23 ص214)
حقيقة ما أدق وأخطر مسئولية ...............القضاء الجالس ..............وما أشق تبعة القضاء الواقف ......خاصة فى مثل هذه القضايا التى نشرف اليوم بالترافع فى احداها فدعوانا تنظرونها حضراتكم وسط حقول من الألغام والأباطيل والترهات..........يقوم بها جوقة من الاعلاميين والكارهين لهذا التيار الذى ُينسب اليه المتهمون الماثلون صحت نسبتهم أم كانت تلفيقا .........لكن الآن ونحن تحت سيف الاتهام وقد ضاعت قرينة البراءة الأصلية وسط ركام الحبس الاحتياطى بديل الاعتقال الادارى والأقفاص الزجاجية والسجون شديدة الحراسة والزيارة عبر الزجاج الفاصل ليحل الاتهام قرين الادانة ماحيا أسطورة البراءة الأصلية 
الأن ونحن في رحاب العدالة في هذه القاعة , يحاكم في القاعة المجاورة لها ثلة من الذين حكموا مصر في فترة من أحلك فترات تاريخها يمكن المتهمون فيها من الحديث وتستجلب لهم فضائيات خاصة وعامة تنقل الى الرأي العام كل التهم التي يكيلونها لثورة 25 يناير بينما يحرم المتهمون في قاعتنا من أن يعبروا عن أفكارهم ومعتقداتهم ومبرراتهم إلى الناس , بل يحرموا من التواصل مع الاعلام داخل القاعة 
الآن ونحن فى رحاب العدالة وعند قراءة خبر هذه المحاكمة فى أى وسيط اعلامى تراه ممزوجا بروح الشماتة والتشفى موجهين مدفعيتهم قاصدين اختراق حصن العدالة............ولكن يقينى أنا الماثل أمامكم أنهم لا ولن ينالوا بغيتهم وسيظل ميزان العدالة منصوبا للحقيقة منتصرا.....أقولها ثقة فى نفسى التى آمنت أن القضاء حصن حصين عصى على التطويع والتدجين 
أقولها وقد كنت طرفا فى منغصات مع منصات عالية سامقة لم يهتز الميزان فى يدها لسوء تقدير لهيئة دفاع أو سوء ظن من متهم ..رحم الله المستشار عبد الغفار محمد ظلم من المتهمين ودفاعهم وأسئ اليه من السلطة التنفيذية فما اهتز له ميزان .......رحم الله المستشار الدكتور وحيد محمود وثلة عظيمة من هذه السلالة .. نسأل الله أن تكونوا خير خلف لخير سلف .. 
أيها القاضي قد لا يكون قلبك ليس معنا 
ليس مع هؤلاء المتهمين خلف هذه الأقفاص 
ولسنا في هذا نأمل 
المهم العدل , أن ترفرف على جنبات هذه القاعة تعاليم العدل والإنصاف ( المتهم برئ حتى تثبت ادانته - الأحكام تبني على الجزم واليقين لا ظن لا تخمين - لا جريمة ولا عقوبة الا بنص ) 
العدل ليس أوراقا تُثبت ولا حروفا تُكتب 
العدل وجدان تستخلصه المحكمة عن بصر وبصيرة من تحقيقها الدعوى 
قال عمر لقاتل أخيه زيد والله لا أحبك حتى تشرب الأرض الدم"وهذا مستحيل " فقال الرجل أما نعك بغضك حقى قال : لا قال : ما يضرنى بغضك انما يأسى على الحب النساء 
إذ أنه من المقرر لا بد من وجود نظم سليمة تقرر لتعقب الجريمة ومحاكمة فاعلها فى سرعة بغير تسرع , وفى حزم بغير افتئات ولا تطرف 
ذلك أنه إذا كان من مقتضيات العدالة أن يؤخذ المسئ بإساءته .. فإن من مقومات وجودها ألا يؤخذ البرئ بجريرة المسيء , وألا يكون من وسائل الوصول إليها تهديد الأبرياء أو الاعتداء على المواطنين فى حرياتهم , فالحقيقة هى بنت البحث الذى يجرى فى أجواء من الحرية والقانون , لا بنت التعسف فى الاتهام أو التحيز لفكرة ثابتة قد تسيطر على بعض الاتهام 
أين الحرية؟ .. أين القانون؟ 
يا ويل العدالة من التحيز والفكرة المسبقة المسيطرة 
آه وآه من التعسف فى الاتهام 
اللهم إني ُأشهدك واشهدوا 
اللهم اني أشهد الحجر والمدر والقاعة بكل من فيها 
أني أحب هؤلاء المتهمين جدا من حبات قلبي .. ُأقدرهم 
أشهد الله أني في مقامي هذا أدافع عنهم لأتطهر من ذنوبي وآثامي وغدراتي وفجراتي 
أدافع عنهم رغم كل المحاذير والتهديدات 
أدافع عن هذا البطل المغوار فارس الميدان الدكتور صفوت حجازي 
أدافع عن الداعية الذي ما فتئ يبلغ الدعوة في كل محراب وقناة ومسجد ومنبر 
فقد دافع صفوت حجازي عن الحجاب ضد دعاة السفور والعري 
ودافع صفوت حجازي عن الهوية والدين ضد دعاة التغريب والعلمنة 
انه الداعية الفصيح صاحب الحجة والبيان

ليست هناك تعليقات

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

يتم التشغيل بواسطة Blogger.